نظّم المركز الليبي للأبحاث والدراسات ندوة علمية بعنوان (الأوضاع الراهنة في تشاد وتأثيراتها على ليبيا ومنطقة الساحل والصحراء) يوم الاثنين الموافق 27 سبتمبر 2021م في فندق كورنثيا- طرابلس، وذلك ضمن نشاطه العلمي السنوي، وقد افتتحت الندوة أعمالها على تمام الساعة العاشرة صباحاً بحضور حشد من الباحثين والأكاديميين والمسؤولين من مختلف الجامعات ومراكز الأبحاث المحلية ومؤسسات الدولة، بالإضافة إلى عدد من السفراء والدبلوماسيين، وكان خير البدايات هو آيات بيّنات من القرآن الكريم، ثم وقف المشاركون تحيةً للنشيد الوطني الليبي، وبعد ذلك بدأت مراسم كلمات الافتتاح وكانت أولها للأستاذ محمد جمعة رئيس اللجنة التحضيرية للندوة الذي رحّب بالضيوف الكرام وأثنى على المركز لتنظيمه مثل هذه الأنشطة، ثم كلمة الأستاذ الدكتور البشير علي الكوت رئيس اللجنة العلمية، وبعدها كانت كلمة الأستاذ جمال احميدة دويش نائب رئيس المركز الليبي للأبحاث والدراسات، وأخيراً كانت كلمة الاستاذ الدكتور صالح عبدالله هديّة/ وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي شجّع فيها المركز على أنشطته العلمية ومثابرته في تسليط الضوء على مثل هذه القضايا الاستراتيجية المهمة، وبذلك انتهت الجلسة الافتتاحية، وبدأ البرنامج العلمي للندوة بالجلسة العلمية الأولى التي ترأسها الأستاذ الدكتور البشير علي الكوت وكانت مقسّمة إلى ثلاث أوراق بحثية، وأول ورقة بحثية كانت للأستاذ الدكتور نصر الدين البشير العربي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة المرقب، وعنوان ورقته (نبذة تاريخية حول منطقة الساحل والصحراء، الجذور والتداعيات) بَحَث فيها عن أسباب تسمية هذه المنطقة بذلك الاسم، وأهم القبائل التي سكنتها، والممالك التي قامت فيها، وتاريخ الفتح الإسلامي لتلك المنطقة الممتدة من المحيط الأطلسي إلى البحر الأحمر، وهجرات الليبيين إلى دول جنوب الصحراء عبر التاريخ، في حين كانت الورقة الثانية للباحث الدكتور كمال الشكري (جامعة الزيتونة-ليبيا)، بعنوان (طبيعة النظام السياسي والتطورات السياسية في تشاد) وتطرّق فيها الباحث للأنظمة السياسية التي قامت في دولة تشاد منذ تاريخ استقلالها، والانقلابات العسكرية، وحركات المعارضة، والورقة الثالثة للباحث الأستاذ محمود المهدي الغتمي من المركز الليبي للأبحاث والدراسات وعنوانها (الموقف الدولي والإقليمي من التطورات الأخيرة في تشاد)، تناول فيها الباحث الموقف الإقليمي لدول الجوار وهي ليبيا، والنيجر، والسودان، وكذلك الموقف الدولي متمثلاً في فرنسا بوصفها أكثر الفاعلين في الملف التشادي، وأيضاً موقف الاتحاد الأفريقي وطريقة تعاطيه مع الأزمة في تشاد منذ مقتل الرئيس إدريس ديبي في شهر أبريل 2021م، وبعد ذلك بدأ الحاضرون نقاشاً عاماً حول محتوى الأوراق البحثية التي أُلقيت، وكانت هناك العديد من المداخلات من الحضور الكريم من أهمها مداخلة سعادة السفير السابق الأستاذ غيث سالم سيف النصر الذي كان سفيراً لليبيا في تشاد إثر استئناف العلاقات بين البلدين بعد انتهاء الحرب بينهما، وأيضاً العديد من المداخلات الأخرى التي أثْرت الندوة.
وبعد انتهاء الجلسة الأولى استلم الدكتور عبدالنبي الصويعي رئاسة الجلسة العلمية الثانية والتي بدأت بورقة بحثية للأستاذ الدكتور سعيد عبدالرحمن الحنديري (لم يحضر لظروف طارئة) وعنوانها (العلاقات الليبية التشادية في عهد إدريس ديبي 1990-2010م) وأَلْقى ملخصاً للورقة نيابة عنه الأستاذ جمال احميدة دويش، في حين كانت الورقة الثانية للدكتور علي محمد الدوماني أستاذ التاريخ بجامعة المرقب الموسومة بــــ (تشاد بين التدخلات الفرنسية والصراعات المحلية 1960-1982م)، وكانت آخر ورقة بحثية في الندوة للباحث في الدراسات الأفريقية الأستاذ وسام صالح المبروك بعنوان (تأثير تطورات الوضع في تشاد على منطقة الساحل والصحراء) ناقش الباحث في ورقته بداية الأزمة في تشاد بعد مقتل الرئيس إدريس ديبي وتطورها، والدور الأمني الذي مارسته تشاد في منطقة الساحل والصحراء في مكافحة الإرهاب والجماعات الجهادية بدعم من فرنسا والولايات المتحدة، وأبرز التأثيرات المحتملة للأزمة في تشاد على دول منطقة الساحل والصحراء، وبعد هذه الورقة البحثية الأخيرة في الجلسة العلمية الثانية فُتح المجال أمام أسئلة وتعقيبات السادة الحضور، وأخيراً أَلْقى الدكتور عبدالنبي الصويعي توصيات الندوة والتي كانت في ست نقاط مهمة، سوف تجد طريقها إلى الجهات المختصة للاستئناس والاسترشاد بها، وكان الختام بصورة جامعة للباحثين المشاركين واللجنة العلمية واللجنة التحضيرية وبعض الحضور، ثم توجه المشاركون والضيوف إلى حفل شاي في ختام الندوة على تمام الساعة الواحدة ظهراً.