07 يوليو 2024م
طرابلس ليبيا
جلسة علمية تفاعلية بمناسبة الذكرى 62 لاستقلال الجزائر بعنوان (ثلاث محطات في تاريخ الجزائر: الاحتلال، الثورة، الاسقلال):
عقد المركز الليبي للأبحاث والدراسات جلسة علمية تفاعلية بمناسبة الذكرى الثانية والستين لاستقلال الجزائر، بعنوان (ثلاث محطات في تاريخ الجزائر: الاحتلال، الثورة، الاستقلال)، وكان افتتاح الجلسة على تمام الساعة السادسة مساءً بمقر المركز بحي الأندلس- طرابلس بآياتٍ من الذكر الحكيم، ثم وقف الحضور الكريم تحيةً للنشيد الوطني الليبي، ثم النشيد الوطني الجزائري، ثم كلمة من رئيس المركز الليبي للأبحاث والدراسات الأستاذ محمود الغتمي رحّب فيها بالضيوف، ونوّه فيها بعمق العلاقات التي تربط بين الشعبين الشقيقين، ثم تحدّث سعادة سفير الجزائر بليبيا الدكتور سليمان شنين في كلمة ضافية، شكر فيها المركز على مبادرته، وعلى الشعور النبيل الذي يُكنّه الليبيون اتجاه ثورة الأول من نوفمبر 1954م، وأن الجزائريين لم ينسَوا ما قدمه الشعب الليبي من دعم كبير أثناء اندلاع الثورة، وتُعدّ ثورة الأول من نوفمبر من أكبر الثورات التي شهدها القرن العشرين، وكانت ملهمة للعديد من حركات التحرر في العالم.
ثم كانت المحاضرة التي قدّمها الأستاذ الصادق كريمة الباحث بالمركز الليبي للأبحاث والدراسات بعنوان (ثلاث محطات في تاريخ الجزائر: الاحتلال، الثورة، الاستقلال)، واستعرض المحاضر فيها تاريخ الجزائر منذ الاحتلال الفرنسي في سنة 1830م، وذكر بأن جذوة المقاومة الجزائرية ضد المحتل الفرنسي لم تخفت منذ أن وطأت قدماه التراب الجزائري، فقد توالت الثورات والانتفاضات مثل مقاومة الأمير عبدالقادر الجزائري، ومقاومة أحمد باي، وثورة محمد بن عبدالله في منتصف القرن التاسع عشر، وانتفاضة الناصر بن شهرة من عام 1851 إلى 1875م، وغيرها من حركات مقاومة، وتحدث أيضاً عن المذابح البشعة التي تعرض لها الشعب الجزائري في سنة 1945م بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عندما طالب باستقلاله، فأعمل فيه المحتل الفرنسي آلة القتل حيث استشهد منهم في يوم واحد أكثر من خمسة وأربعين ألف شهيد في مذبحةٍ مروعة لم يشهد التاريخ لها مثيلاً.
ثم استعرض المحاضر أهم محطات ثورة الأول من نوفمبر 1954م، وقياداتها، والمفاوضات مع المستعمر من أجل الحصول على الاستقلال.
وانتهت المحاضرة بنقاشاتٍ واسعة من الحضور، فكانت أول مداخلة من السيدة/ بهيجة الهادي المشيرقي سردت فيها العديد من الذكريات حول الثورة الجزائرية، ومداخلة أخرى من السفير عياد الطياري (سفير سابق بوزارة الخارجية الليبية) حول الثورة الجزائرية والموقف الشعبي الليبي منها آنذاك. وتحدّث الأستاذ علي الهازل عن العلاقات القديمة بين الجزائر وليبيا، وأنها تعود إلى ما قبل العصر الروماني، وقال بأن الشعب الجزائري كان له موقف مشرف أثناء الغزو الإيطالي لليبيا، حيث كانت المساعدات المالية تأتي من الجزائر للمجاهدين الليبيين.
وتدخل الأستاذ جمال دويش (نائب رئيس المركز الليبي للأبحاث والدراسات) في النقاشات مؤكداً على أهمية مثل هذه اللقاءات في ربط أواصر العلاقة بين المثقفين والكُتّاب في البلدين الشقيقين، وكانت بعدها مداخلة للقنصل العام للجزائر بليبيا الدكتور علي قابوسة لتصحيح معلومة ان الأمير عبدالقادر الجزائري لم يهاجر إلى سوريا رغبةً منه، ولكنه نُفي إلى هناك على يد المستعمر الفرنسي، وأن رغبة الأمير كانت في الذهاب إلى مدينة حيفا بفلسطين للعيش هناك، ولكن المحتل الفرنسي رفض ونفاه إلى دمشق بسوريا.
كما تدخّل الدكتور عطا الله نائب السفير الجزائري في النقاش وقال بأن شارل ديغول وقّع على استقلال ثماني دول أفريقية في يومٍ واحد حتى يتفرغ للحرب ضد الثورة الجزائرية، وبعده مداخلة أيضاً للأستاذ الكاتب والأديب والدبلوماسي حسين المزداوي الذي تحدّث عن عمق وثراء التاريخ الثقافي للجزائر، وأشاد بالجهود الكبيرة التي بذلها في توثيقه شيخ المؤرخين الجزائريين الدكتور أبو القاسم سعدالله، الذي ألّف موسوعة التاريخ الثقافي للجزائر في عشرة مجلدات.
وأخيراً كانت هناك مداخلة من الأستاذ الدكتور جمال عبدالمنعم الزوي عن موقف الجزائر اليوم تجاه الأحداث التي تدور رحاها في المنطقة، مثل ما يحدث في غزة، وليبيا، ولبنان، وعقّب على سؤاله سعادة السفير الجزائري، وانتهت بذلك فعاليات هذه الجلسة العلمية التفاعلية، وأعقبها توزيع دروع تكريم من السفارة الجزائرية على كلّ من: الأستاذ الصادق كريمة، والأستاذ علي الهازل، والأستاذ الدكتور مصطفى هويدي الذي كان من المفترض أن يقدم محاضرة في هذه الجلسة، إلا أنه تغيّب لمرضه المفاجئ، وانتهت المناسبة بصورةٍ جامعة، وحفل شاي جمع الحاضرين.