المركز الليبي للأبحاث والدراسات يُنظّم المؤتمر الدولي السابع للدراسات التاريخية

الخميس 04 سبتمبر 2025م | طرابلس- ليبيا

المركز الليبي للأبحاث والدراسات يُنظّم المؤتمر الدولي السابع للدراسات التاريخية (العلاقات الليبية الروسية 70 عاماً من التعاون):

شهدت العاصمة طرابلس اليوم حدثًا أكاديميًا وعلمياً بارزًا، تمثّل في انطلاق أعمال المؤتمر الدولي السابع للدراسات التاريخية بعنوان: (العلاقات الليبية – الروسية: سبعون عامًا من التعاون 1955–2025م)، الذي نظّمه المركز الليبي للأبحاث والدراسات بالتعاون مع البيت الروسي – تونس، بفندق كورنثيا، بحضور واسع من شخصيات دبلوماسية وأكاديمية وثقافية من ليبيا وروسيا.

افتتحت الجلسة الرسمية للمؤتمر بالنشيدين الوطنيين لليبيا وروسيا الاتحادية، تلتها كلمات ترحيبية لرئيس اللجنة التحضيرية الأستاذة هناء المعلول، ورئيس اللجنة العلمية الأستاذ الدكتور إرويعي قناوي، ورئيس المركز الليبي للأبحاث والدراسات الأستاذ محمود الغتمي، الذين أكدوا جميعًا على أهمية هذا الحدث في دراسة تاريخ العلاقات الليبية – الروسية واستشراف آفاقها المستقبلية. ثم كانت كلمة وافية من البروفيسور دنيس تسيبكين رئيس المكتبة الوطنية الروسية الذي وضّح دور المكتبة في دعم التعاون العلمي والثقافي بين البلدين، واستعدادهم لتعميق التعاون من خلال تدريب المختصين في حماية وترميم ورقمنة المخطوطات.

كما ألقى سعادة سفير روسيا الاتحادية لدى ليبيا الدكتور أيدار أغانين كلمةً بالمناسبة، أعرب فيها عن تقديره واعتزازه بالعمق التاريخي للعلاقات التي جمعت البلدين منذ بدء التمثيل الدبلوماسي عام 1955م منذ عهد الاتحاد السوفيتي والمملكة الليبية، مشيرًا إلى أن هذه العلاقات لم تقتصر على الجانب السياسي فحسب، بل شملت مجالات واسعة من التعاون الثقافي والعلمي والاقتصادي، وهو ما يؤكد على متانة الروابط بين الشعبين. كما ألقى السيد/ الطاهر شيخ إسلاموف ممثل البيت الروسي بتونس كلمة أكد فيها استعداد البيت الروسي لتعميق التعاون الثقافي مع المؤسسات العلمية في ليبيا، وكانت الكلمة الأخيرة في الجلسة الافتتاحية للمهندس سالم القمودي رئيس المؤتمر الذي أشاد فيها بعمق العلاقات بين الشعبين الليبي والروسي، وخير دليل على ذلك هو انعقاد هذا المؤتمر الذي نقف فيه على سبعة عقود كاملة من هذه العلاقات.

وبعد هذه الجلسة الافتتاحية تم قص شريط معرض للوثائق والصور التاريخية والوثائق النادرة التي وثّقت مراحل متعددة من العلاقات الليبية – الروسية، حيث كان هذا المعرض محطة ثرية للباحثين والمهتمين بالشأن التاريخي والثقافي.

أما الجلسات العلمية، فقد تنوعت بين أربعة محاور رئيسة ضمت 28 ورقة بحثية، وكانت هذه الجلسات بعنوان: تجارب وخبرات دبلوماسية التي تحدّث فيها ثلاثة سفراء سابقين: الدكتور إبراهيم الضراط سفير ليبيا الأسبق بموسكو، والسيد/ صالح سحبون سفير جامعة الدول العربية الأسبق في الاتحاد الأفريقي، والدكتور عبدالله المغراوي سفير ليبيا الأسبق في بيلاروسيا، والجلسة الثانية: التبادل الثقافي والعلمي، والثالثة: التحولات السياسية، أما الجلسة الرابعة كانت: الأبعاد الجيوسياسية والاستراتيجية. وشارك في هذه الجلسات العلمية نخبة من الباحثين والأساتذة الجامعيين من مختلف الجامعات الليبية، من جامعة بنغازي، وجامعة الزاوية، وجامعة طبرق، وجامعة وادي الشاطئ، وجامعة سرت، وجامعة مصراتة، ومن وزارة الخارجية الليبية، ومن المجلس الأعلى للدولة، وباحثين مستقلين، إلى جانب باحثين وأكاديميين بارزين من روسيا من معهد الاستشراق بموسكو، والمكتبة الوطنية الروسية، ومشاركة من جمهورية مصر العربية، الأمر الذي أضفى بعدًا دوليًا ثريًا على فعاليات المؤتمر.

وقد أجمعت مداخلات الباحثين على أن العلاقات الليبية – الروسية مثّلت عبر العقود السبعة الماضية تجربة فريدة من التعاون والصداقة المتبادلة، حيث شهدت فترات من الزخم السياسي والثقافي والاقتصادي، وتركت أثرًا عميقًا في مسار تاريخ البلدين.

وفي ختام فعاليات المؤتمر، قامت الدكتورة ليلى الدرويش بتلاوة التوصيات التي تضمنت مجموعة مهمة من النقاط الرامية إلى تعزيز التعاون الأكاديمي والعلمي والتجاري بين ليبيا وروسيا، وإجراء الدراسات المشتركة، وفتح آفاق جديدة للحوار الثقافي بين الشعبين. كما تم تكريم الأساتذة والباحثين وأعضاء اللجنة العلمية للمؤتمر تقديرًا لإسهاماتهم وجهودهم العلمية، وسط أجواء احتفالية عبّرت عن عمق الروابط الليبية – الروسية وأهمية المحافظة عليها وتطويرها.