محاضرة علمية ضمن الموسم الثقافي للمركز بعنوان: “الحدود البرية الليبية بين الحقيقة والمزاعم”،

الاثنين 6 أكتوبر 2025 | طرابلس – ليبيا
نظم المركز الليبي للأبحاث والدراسات محاضرة علمية ضمن الموسم الثقافي للمركز بعنوان: “الحدود البرية الليبية بين الحقيقة والمزاعم”،
استضاف خلالها البروفيسور مفتاح عبد الله المسوري، الدبلوماسي والأديب والمترجم، وسفير ليبيا السابق وخريج جامعة السوربون.
افتتح اللقاء الأستاذ محمود الغتمي، رئيس المركز الليبي للأبحاث والدراسات، مرحّبًا بالحضور الكريم، ومقدمًا نبذة عن الأستاذ المحاضر، مشيدًا بتلبيتهم الدعوة ومشاركتهم في هذا الحدث العلمي.
استهل البروفيسور المسوري محاضرته بمقدمة عامة تناول فيها مفهوم الحدود، بوصفها مسألة تستند إلى الاتفاقات الدولية وتشكل موضوعًا واسعًا ومتشعبًا، يتقاطع مع الدبلوماسية ويمتد إلى فلسفة القانون الدولي ومحكمة العدل الدولية.
وأشار إلى أن قضية الحدود ارتبطت بمصالح الدول الكبرى، وأنها في جوهرها حدود موروثة، تمثل حقائق تاريخية متصلة باستقلال الشعوب، وليست مجرد مزاعم أو ادعاءات لا تستند إلى أسس قانونية.
وأوضح أن الحدود ليست سوى خطوط وهمية على الخرائط أو في جداول البيانات، لا تحدّ في الغالب من وحدة التاريخ والجغرافيا، بقدر ما تمنح حقوقًا مادية وقانونية في النزاعات الدولية.
وضرب أمثلة على ذلك بقبائل التبو المنتشرة في الصحراء الكبرى بين عدة دول إفريقية، وقبائل الحبوني على الحدود الليبية المصرية، وقبائل النوائل في الغرب الليبي على الحدود مع تونس والجزائر.
كما تناول البروفيسور المسوري آليات تحديد وترسيم الحدود، موضحًا أنها غالبًا تتم عبر الطرق الدبلوماسية والحوار الثنائي بين الأطراف المتنازعة، أو عبر التحكيم الإقليمي بواسطة لجان مشتركة، وصولًا إلى محكمة العدل الدولية في حال تقديم شكوى رسمية. وأكد أن النزاعات العسكرية تبقى الخيار الأخير لحسم الخلافات الحدودية.
وفي ختام محاضرته، خلص البروفيسور المسوري إلى أن الاتفاقات الدولية والوثائق القانونية المساندة تمثل الفيصل في تسوية القضايا الحدودية، مستشهدًا بعدد من الاتفاقيات التاريخية التي وُقعت في مراحل مختلفة من نشأة الدول.
واختُتمت الجلسة بفتح باب النقاش والحوار، حيث أتاح السيد رئيس المركز الفرصة للحضور لتبادل الآراء وطرح الأسئلة، مما أضفى على اللقاء ثراءً علميًا وحواريًا متميزًا.


